الأعمدةالطريق الثالث
انقلابات حميدتي -!(1)
الطريق الثالث -بكري المدني
- السيد محمد حمدان دقلو رجل واضح ويحب الوضوح وللرجل شفافية وصراحة لا تتوفر لسياسي أو عسكري حاضرا في المشهد الحالى وأهم ما يميز صراحة حميدتي انها كاملة ولو على نفسه ولقد جسدت هذه الصراحة عبارات ملأت الدنيا وشغلت الناس من بعد ان قامت على اعتراف أولي جهير قال فيه (زمن الدسدسة والغتغيت إنتهى )فكانت كلمات (جينا نكحلها عميناها وانبشقت والحكاية دي بايظة وفشلنا وحتى -قبيل كان أخير عمر البشير!) وغيرها من الكلمات الشجاعة في نقد الذات ولكن الملاحظ أن حميدتي في الفترة الأخيرة قد بدأ كمن يبحث عن مخارج وهو يرمي رفاقه المدنيين والعسكريين بالحجارة من داخل الدار التى تجمعهم جميعا وذلك بإتهام الآخرين ومحاولة تبرئة النفس من الإشتراك في القصور -!
- أولى الحقائق التى يجب ألا تغيب عن ذهن القائد حميدتي أن الحاضرين فى المشهد الحالي إن لم يكونوا صناعته فهم محل رضاه التام فالسيد حميدتي لم يوافق على المجلس العسكري الانتقالي الأول بقيادة الفريق أول عوض بن عوف ولم يرض بالعودة للمشهد السياسي إلا بعد ظهور الفريق أول عبدالفتاح البرهان ومجموعته والتى خلفت المجموعة العسكرية الأولى هذا بالنسبة للعسكريين أما بالنسبة للمدنيين فإن السيد دقلو هو من أرسل في طلب قيادات قوى الحرية والتغيير واتفق معهم وهناك تسجيل صوت وصورة لذلك شهادة من الأستاذ خالد سلك والذي تحدث عن ذلك اللقاء وسبق ان وثقنا له بمقال كامل !
- أعلاه أولى الحقائق – أي علاقة حميدتي بالعسكريين والمدنيين في الفترة الإنتقالية -وهي حقيقة مهمة لأننا نريد بعدها الحديث عن سلسلة الانقلابات في المواقف والتى قام بها فريق أول محمد حمدان دقلو منذ انقلابه على نظام المشير عمر البشير مرورا بانقلابه على لجنة النظام السابق برئاسة فريق أول عوض بن عوف ثم انقلابه مع الفريق أول البرهان على حكومة حمدوك (إجراءات 25اكتوبر )واخيرا محاولته الجارية للانقلاب على 25 اكتوبر وعلى اعلان يوليو الذي قضى بخروج الجيش من العملية السياسية وذلك رغم تأييد حميدتي ومشاركته السابقة في الموقفين (اكتوبر ويوليو )بكامل قواه المادية والسياسية -!