مقالات

تحرير الشبارقة الجيش يحكم الطوق حول مدني..وقد بات النصر وشيكًا؟

بقلم:وعد الحق أمين

في تصعيد لافت في العمليات العسكرية، يواصل الجيش تقدمه بثبات نحو مدينة مدني، محكمًا الطوق حولها بعد السيطرة على منطقة الشبارقة الواقعة شمال شرق المدينة والتي تبع حوالي 20 كيلو من ود مدني. هذا التحرك العسكري يُبرز تصميم القوات النظامية على إنهاء وجود مليشيات الدعم السريع في الجزيرة، وسط تأكيدات بأن المرحلة الحالية تمثل نقطة تحول هامة في الصراع.

النجاحات الأخيرة تُظهر براعة الجيش السودانى في التخطيط والتنفيذ. هيئة الاستخبارات العسكرية، بقيادة الفريق صبير، أدت دورًا حاسمًا من خلال جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية بدقة متناهية، ما أتاح للقوات الميدانية استهداف نقاط ضعف العدو بفعالية. التنسيق المتكامل بين مختلف الوحدات العسكرية أدى إلى شلّ حركة مليشيات الدعم السريع ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها.

كان للظهور الميداني للواء عوض الكريم علي سعيد ، قائد الفرقة الأولى مشاة مدني وسعادة اللواء أمن أبو عبيدة قائد هيئة العمليات بالمنطقة ، تأثير كبير على معنويات الجنود. وجوده في الخطوط الأمامية يعكس تلاحم القيادة مع القوات، مما يعزز الثقة ويحفز الجنود على مواصلة التقدم. في الوقت نفسه، ساهم جهاز المخابرات العامة بقيادة اللواء أمن عماد سيد أحمد في كشف تحركات العدو بمتابعة ودقة عالية ، مما أربك خطط المليشيات وجعلها في موقف دفاعي دائم.

اتبع الجيش السوداني نهجًا ذكيًا من خلال استراتيجية “الحصار الناعم”، حيث يتم استهداف المليشيات تدريجيًا مع الحفاظ على أمن المدنيين والبنية التحتية. فتحرير الشبارقة من المحور الشرقي ومهلة من المحور الغربي يمثل خطوة تكتيكية لتوسيع نطاق الحصار حول مدني، مما يضعف خيارات العدو ويضيق عليه الخناق.

الجيش يستعد الآن للمرحلة المقبلة من الحملة، مع خطط للتقدم والسيطرة الكاملة علي مدينة الحاج عبد الله ومنطقة بيكه من المحور الغربي والمناطق الحيوية الأخرى. فالضغط المتواصل على مليشيات الدعم السريع جعلها تعاني من انهيار نفسي ولوجستي، مما يزيد من فرص نجاح العمليات العسكرية المقبلة.

ما يجري اليوم على الأرض ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو رسالة عميقة عن وحدة الشعب السوداني خلف قواته المسلحة. وبينما يترقب الجميع النتائج النهائية لهذه المعارك، فإن المؤشرات تؤكد أن النصر أصبح قريبًا جدًا، وأن السودان يتجه نحو استعادة استقراره واستقلاله الكامل.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى