
أستاذي الفاضل جمال عنقرة..
قرأتُ بكثير من التقدير مقالكم القيّم الذي تناولتم فيه بروح قومية صادقة عمق العلاقة التاريخية بين السودان ومصر، وتجلياتها في شخصيات خدمت هذه الروابط بإخلاص، كالقنصل اللواء حاتم باشات.
وإنه لمن حسن الطالع أن يكتب هذه الكلمات من عايش التجربة، وتشرّب من منابعها، مثلكم.
لقد درستم في الجامعات المصرية، ونهلتم من معينها الثقافي، ونسجتم علاقات ممتدة مع مختلف شرائح الشعب المصري، وهو ما منحكم موقعًا فريدًا يؤهلكم لأن تكونوا من خير من يحمل راية وحدة شعبي وادي النيل، لا بالكلمات فقط، بل بالعمل والمبادرة والتأثير.
وأنتم في مجلس الصداقة الشعبية، فإن صوتكم يجد صداه في قلوب السودانيين والمصريين على حد سواء، خاصة وأن الشعوب في هذه المرحلة تحتاج لمن يذكرها بما يجمعها، ويستنهض الذاكرة التاريخية لتكون جسراً حقيقياً للتواصل والتكامل، لا مجرد حنين عابر إلى ماضٍ جميل.
إن إشادتكم بشخصية القنصل حاتم باشات، وما لمستم فيه من روح وحدوية وحرص على مصالح الشعبين، إنما تعكس قناعتكم الراسخة بأن العلاقات المصرية السودانية يجب أن تُبنى على أسس متينة من التفاهم والاحترام المتبادل، وتعزز من أواصر التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك.
نأمل أن تظل كلماتكم هذه نبراساً لكل من يسعى لوحدة حقيقية بين السودان ومصر، وأن تثمر جهودكم وجهود المخلصين من الجانبين في بناء مستقبل مشترك يليق بتاريخنا الواحد، ويستجيب لطموحات شعوبنا في الأمن والازدهار.
مع خالص التقدير والاحترام،
الهادي سعيد هدي أحمد
جدة 10 مايو 2025