
تَارَ أبْ دِقِنْ مَابْ يِنْدَفِنْ ياجِنْجا
بقلم -محجوب فضل بدري
-كان فيلم( الرَّب يغفر، أمَّا أنا فلا!!)
[Only GOD forgive !!]من أمتع أفلام الكاوبوی،وتقوم فكرة الفيلم علیٰ إنتقام البطل من قتلة أبيه، بعدما كبر واشتدًّ عوده، وكان شعاره هو عنوان الفيلم الرب يغفر، امَّا أنا فلا !!مع إنَّ طبيعة الشعب السودانی،تميل إلیٰ التسامح وعدم الإنتقام بل حتَّیٰ قبول الدية،ولنا فی ماقام به الشيخ المرحوم عبد الله بلال البطحانی، مع قاتل إبنه،خير مثال،حيث عفیٰ عن القاتل فی اليوم التالی من إرتكابه لجريمته،وتسامیٰ فوق جراح الفقد الجلل،وذهب لأبعد من ذلك عندما زار حراسة قسم شرطة حلة كوكو وحمل معه(الكرامة) وأكل وشرب مع القاتل!!
-لكن مثل هذه الأخلاق العالية جداً، قد نحرتها مليشيا آل دقلو فی حربها المجرمة التی لا تُشابه أی حرب فی العالم،سواء أن كان ذلك فی الماضی أو فی الحاضر أو فی المستقبل،ولٸن إنتقم أی مواطن سودانی وَثَأَر لعرضه أو أهله أو ماله من أفراد المليشيا أو من المتعاونيين معها،لابد أن نجد له العذر،وإن كُنَّا لا نُقرَّه علی أخذه لِحَقِّه بيده، فالقانون أولیٰ بأن يُتَّبع وإن طال الزمن أو تباطأت الإجراءات،وفی ذات الوقت حُقَّ لنا أن نتعجب!! بل نُمعِن فی التًّعجُب من حالة قحط وتَقَزَّم(الله يكرم السامعين) وهم يَمْلأون الاْسافير صراخاً وعويلاً علی مقتل أحد المتعاونين مع المليشيا علی يد أحد الذين قهرتهم المليشيا وأذلتهم وانتهكت أعراضهم ونهبت أموالهم .
-وجالت فی خاطری فكرة الفيلم وانا أتابع ما ضجَّت به الأسافير من حوادث تصفية أحد المتعاونين مع المليشيا بعد دخولها لمدينةود مدنی، واستباحتها للمدن ولمعظم القری فی ولاية الجزيرة،وإسرافها فی القتل دون وازع من ضمير، أو خشية من محاسبة (بالقانون) الذی تحوَّل علی لسان قاٸدهم إلی (الغانون) !! بعد إنتصار جيشنا وتحريره مدينة مدنی وساٸر الجزيرة، من دنس ورجس المليشيا،لماذا لا ننتقم!!ولم يفتح الله علی الكذبة القحاطة الأقزام بكلمة عزاء لذوی الشهداء المقتولين ظلماً وعدواناً مثل الشهيد محمد حاج مصطفیٰ الشهير ب[محمد أب دِقِن] تاجر مواد البناء بسوق حلة كوكو،الرجل الذی تُقضیٰ علی يديه كل حاجات الناس، ليس من أهل قريته[عِدْ أُم دوم] بل كل الناس الذين كان محلَّه مثابةً لهم وأمناً،وريَّاً وشبعاً حيث الكرم والإيثار وقضاء الحواٸج دون مَنٍّ أو أذیٰ،وظلَّ محمد أبْ دِقِن طيلة أيام الحرب مقيماً فی بيته، مٶذناً فی مسجد حی القادسية،فی الصلوات الخمس،بعد أن هُجِّر منها أهلها ولم يكن عدد المصليين يتعدَّی أصابع اليد الواحدة،ومع ذلك كان محمد أب دِقن مواظباً علی الآذان لا يتركه فی أی وقت ومعه إبنه عمر!! حتی جاء يوم ١٣ يناير٢٠٢٥م،يوم أن اعتقلته قوة من المليشيا،من أمام المسجد واقتادته إلیٰ سطح منزله بعد الضرب والإهانة والتنكيل أمام ناظری إبنه عمر،وقامت بإطلاق النار عليه فارتقیٰ شهيداً (مجرتقاً)بدماٸه وانسحبت المليشيا (يُجللها) الخِزی والعار،وكل تُهمة الشهيد عند مليشيا آل دقلو هی التعاون مع الجيش ورفع الأحداثيات للطيران !!
-لا غفر الله للمليشيا ولا للمتعاونين معها،كما إنَّ جموع الشعب السودانی لن تغفر لهم خطيٸاتهم إلیٰ يوم الدين،وقد حانت لحظة الإنتصار،فلا تُسرفوا فی القتل إنَّكم منصورون بأذن الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:-
﴿وَلَا تَقۡتُلُوا۟ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومࣰا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِیِّهِۦ سُلۡطَـٰنࣰا فَلَا یُسۡرِف فِّی ٱلۡقَتۡلِۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورࣰا﴾صدق الله العظيم.
رَفَعَ اللهُ ذِكْرَ أب دِقِن،ورفعه مكاناً عَليَّاً،فقد اْفضیٰ إلیٰ ما قدَّم من أيادٍ بيضاء،ولانُزكيه علیٰ الله.
-خالص العزاء لأسرة الشهيد البطل محمد حاج مصطفیٰ،ولأهله فی عد ام دوم ولكل قبيلة البطاحين الأَبِيَّة، وَتَقَبَّل الله كلَّ شهداء الوطن عنده، فی أعلیٰ عليين.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا،وللعملاء، ولدويلة mbz أو wuz.
-وما النصر ألَّا من عند الله.
-والله أكبر، ولانامت أعين الجبناء.