ألسنة وأقلامإليكمالتقاريراللفة الأخيرةبالواضحدهاليزسياحةضد الانكسارضل الغيمةمنصةوجع ضُرس

خطوات تنظيم فى ميدان الكرامة… الشرطة السودانية… تساؤلات علي طاولة الأحداث..

خطوات تنظيم فى ميدان الكرامة…

الشرطة السودانية… تساؤلات علي طاولة الأحداث..

*الإحتياطي المركزي.. فشل محاولات تحييده بالتخوين…*

*منع الإنتشار التلقائي ..إستهداف الشرطة قبل الحرب..*

*ثم عاد المارد وألتقط أنفاسه ورتب صفوفه..*

*كتب – علم الدين عمر..*

مبكراً جداً.. عقب تشكيل حكومة الدكتور عبدالله حمدوك الأولي بدأت خطوات سحب الإنتشار التلقائي لقوات الشرطة السودانية -المصطلح الأكثر تداولاً في أضابير التنسيق الأمني بين أجهزة الدولة المختلفة -إذ يعرّف قادة الشرطة وكبار ضباطها مصطلح الإنتشار التلقائي بأنه حركة تداخل منسوبي الشرطة بوحداتهم المختلفة مع بعضهم ومع المجتمع في ساعات الصباح الأولي -إذ يتوافد عشرات الآلاف من منسوبي الشرطة للتمام الصباحي بدقة وإنضباط متوارث منذ عشرات السنين رافعين معلوماتهم وتحسسهم لنبض الشارع وحركة الناس والأحداث للقيادة المباشرة التي تقوم بدورها بتلخيصها ورفعها للقيادة العليا قبل أن يعاد نشر القوات علي وحداتهم لممارسة العمل الروتيني في البحث والتحري والضبط والتدقيق ـ وبحسب ضباط شرطة كبار يعتبر الإنتشار التلقائي الصباحي هو صمام أمان الشارع السوداني في أمنه الداخلي..
وعبر إجراءات طويلة ومعقدة بدأت حكومة الحرية والتغيير في إستخدام الرسائل السياسية الموجهة لتأليب الشارع علي الشرطة ومنسوبيها بهدف تحييدها وعزلها عن دورها المعتاد والمنصوص عليه في الدستور ..فقامت بإحالة عدد كبير من أفضل ضباط الشرطة السودانية من الرتب الوسيطة والرفيعة (حوالي ألف وستين ضابط ) أهلتهم الشرطة لقيادتها وفق التدرج المتبع- ثم أتبعتها يكشوفات أخري علي فترات مختلفة وتمت إعادة بعض الضباط المفصولين من الخدمة لأسباب مختلفة من الرتب الصغيرة – عطفاً علي نشاطهم السياسي وملفاتهم المكتظة بالتجاوزات وسوء السلوك -فيما يشبه تهيئة الساحة الشرطية للتذويب فيما عُرف لاحقاً بجهاز الأمن الداخلي – الذي تم التنظير له بواسطة ناشطين أعدوا حتي كشوفات أفراد هذا الجهاز بالتنسيق مع مليشيا الدعم السريع..

تمرد المليشيا وغياب مدير الشرطة ..تساؤلات علي طاولة الأحداث!!!

في الخامس عشر من أبريل من العام 2023م أعلنت المليشيا تمردها علي الدولة وبدأت في تنفيذ مخططها للإنقضاض علي الدولة السودانية وكانت يومها تسيطر علي كل المواقع الإستراتيجية في وسط العاصمة الخرطوم إضافة لتمركزها في حزام كامل حول مداخلها ومخارجها وبالقرب من معسكرات القوات النظامية (معسكر طيبة الحسناب جنوب قيادة الإحتياطي المركزي- معسكر هيئة العمليات – معسكر شمبات- المدينة الرياضية- سوبا – معسكر صالحة- جبل سركاب – معسكر الجيلي) وغيرها من مناطق إرتكاز المليشيا ..وبدأت تمردها من داخل القيادة العامة وحي المطار والقصر الجمهوري ..
وقبل ذلك بأيام غادر مدير عام قوات الشرطة وزير الداخلية الفريق اول عنان حامد لجمهورية العراق للمشاركة في أحد المؤتمرات ..قبل أن يتوجه للمملكة العربية السعودية التي مكث بها لمدة عقب نشوب الحرب ورفض العودة للسودان الأمر الذي أعتبرته قيادة البلاد هروباً من المسؤولية في ظل الحرب – حيث شكل هذا الغياب أثراً كبيراً في سير العمليات العسكرية في أيامها الأولي -إذ كانت مناطق واسعة من ولاية الخرطوم تتمتع بقدر من الهدؤ وبدأت في بعضها ملامح السيطرة التلقائية للشرطة علي الأمن وتمكنت من منع عمليات النهب والسرقة والتدمير إلي أن بدأت هذه القبضة بالتراجع بسبب غياب القيادة وعدم وضوح التعليمات فبدأت حالة الفراغ الأمني التي أستغلتها المليشيا في نهب الممتلكات العامة والخاصة وتدمير الأسواق وتعقيد الأوضاع الأمنية لتشتيت جهود القوات المسلحة والدولة – يقول اللواء شرطة (م) الدكتور حسن التجاني مدير الإعلام الناطق الرسمي السابق بالشرطة (: إستهداف الشرطة بدأ مع الثورة لخلخلة الكيان الشرطي ..كانت هناك أجندة خارجية لإستهداف الكيان الشرطي القوي الذي يعتبر من أقوي الأنظمة الأمنية بحكم الخبرات المتراكمة لقياداتها..وهي العامل الأول والأخير في نجاح الثورات..).
حينما خرج الفريق عنان وشكل غيابه هذا الفراغ الكارثي لم تكن قوات الشرطة في حالة إستعداد وكان يمكن للشرطة أن تقوم بعمل كبير جداً في حفظ الأمن في المناطق الهادئة نوعاً ما والمشاركة في تحرير بقية المناطق ومنع حركة التجنيد المجتمعي والإستنفار الذي قامت به المليشيا..
أعداد ضخمة من منسوبي الشرطة المؤهلين للقيام بعمل كبير جداً في بداية المعركة تسبب عدم وجود القيادة وأنتقالها لاحقاً لشخص آخر وأحتياجها لوقت طويل وتفاصيل معقدة لإلتقاط الأنفاس في عدم قيامها بما هو مطلوب وممكن..وفي ذلك يقول التجاني : التأمين الداخلي هو مسؤولية الشرطة بالكامل لأنها صاحبة الدراية والفهم الأمني العميق لسدالثغرات الداخلية ..
الشرطة توارثت هذا العمل جيل بعد جيل ..
الذين تخللوا صفوف الشباب من الثوار هم الذين أُستخدموا لإستهداف الشرطة وهي لا تقتل المواطنين والثوار ..
من هناك كان الهدف تفجير الغضب الجماهيري لإستهداف الشرطة وأستخدموا المجرمين لإستهداف أقسام الشرطة وإخراج المتهمين وسعت المؤامرة لتكسير البنية الأساسية لقوات الشرطة..

بداية إلتقاط الأنفاس ودخول المارد في المعركة…

كان دخول قوات الشرطة في قلب المعركة إلي جانب القوات المسلحة وجهاز الأمن تلقائياً بناء علي وجودها في مناطق العمليات العسكرية بوسط الخرطوم – حيث دفعت الشرطة منذ البداية كما حدث مع فصيلة الحرس الرئاسي التي تصدت لعملية إستهداف القائد العام وإستشهاد جميع أفرادها الفاتورة كذلك بإستشهاد جميع أفراد فصيلة من الإحتياطي المركزي كانت مرابطة بالقصر الجمهوري في ساعات التمرد الأولي ..فأُخذت علي حين غرة بالمباغتة والخيانة فأرتقي جميع أفرادها شهداء كذلك..
ورويداً رويداً بدأت قوات الشرطة في إلتقاط أنفاسها وترتيب صفوفها وفتح وحداتها وإداراتها لإستقبال منسوبيها الذين بدأت المليشيا في إستهدافهم إما بالقتل أو الأسر أو الإغراء للإنضمام لصفوفها ..
وفي هذا المنحي مضي اللواء حسن التجاني قائلاً : (وللأسف غابت قيادة الشرطة وحدث ما يشبه الإنفصال في التعليمات لأن الشرطة لم يكن مخولا لها الدخول في الحرب بالقوة اللازمة ولم يكن الأمر متوقعاً..
كانت هناك شائعة قوية وسط ضباط الشرطة بأن القيادة ترجعهم وتطلب منهم العودة لحين الإستدعاء فحدث إستياء عام ..
ثم تم إخراج المجرمين والمحبوسين الذين أستهدفوا الشرطة ومقارها ..فتراجع دورها للعمل الشرطي في الولايات الآمنة فقط وقامت بدورها كاملاً..وأستنفر عدد كبير من الضباط أنفسهم وأنضموا لزملائهم من القوات المسلحة في العمل الخاص) …
ثم صدر قرار بتعيين نائب المدير العام الفريق نصر الدين محمد الشهير ب(جنجويد) مديراً عاماً خلفاً للفريق عنان ..والذي قام بدوره بنقل قيادة الشرطة لرئاسة قوات الإحتياطي المركزي جنوب الخرطوم وظلت مليشيا الدعم السريع تتجنب هذا المقر في حركتها من موقع العمليات في وسط وجنوب الخرطوم لمعسكرها الرئيس بطيبة الحسناب علي بعد بضعة كيلومترات منه..

معركة السوق العربي ..درس الإحتياطي الأول..

وظل هذا الوضع قائماً حتي قامت قوات الإحتياطي المركزي بالتشارك مع تشكيلات أخري من الجيش بهجوم قوي ومباغت علي إرتكازات المليشيا في وسط السوق العربي وأستبسلت في هجومها وسحقت تماماً هذه الإرتكازات – يقول اللواء التجاني (:قوات الإحتياطي المركزي هي قوي ضاربة ومدربة تدريب إحترافي قوي في حرب المدن وفض التجمعات ..كان منسوبيه يقومون بالتسابق مع المتمردين في الأيام للحرب وكاد أن يرجح كفة الحرب منذ البداية وقامت بعمل كبير )..
عقب هذه الحادثة أنتبهت مليشيا الدعم السريع لخطورة الإحتياطي المركزي وقيادة الشرطة بداخله ومنذ ذلك الوقت بدأ الدخول المؤسسي للشرطة في معركة الكرامة..حيث أنتقل الفريق نصر الدين بسبب أزمة قلبية مفاجئة وتم تكليف الفريق خالد حسان بإدارة قوات الشرطة ووزارة الداخلية – فبدأ في إعادة ترتيب الصف الداخلي للشرطة وأنتقل مع بقية مكونات الدولة للعاصمة الإدارية ببورتسودان بعد سقوط الإحتياطي المركزي بالخرطوم ..

ضباط الشرطة مع زملائهم في العمل الخاص…

وخلال هذه الفترة شهدت معسكرات العمل الخاص التابعة للقوات المسلحة توافد أعداد كبيرة من ضباط وأفراد الشرطة من الذين فقدوا التواصل مع إداراتهم وأنضموا لزملائهم من بقية الأجهزة وأثبتوا شجاعة كبيرة وتخصص فاعل في العمليات العسكرية خاصة داخل المدن والأحياء ..
وكان تأثير الدخول الشرطي القوي في المعركة إلي جانب القوات المسلحة كبيراً لدرجة أربكت المليشيا والمتعاونين معها من السياسيين وغيرهم لإعتقادهم بأن الشرطة تم تحييدها بالكامل فبدأت في الترويج لوجود عناصر غير معروفة ترتدي زي الإحتياطي المركزي وتشارك في العمليات إلي جانب القوات المسلحة فردت قيادة الشرطة بأن قوات الإحتياطي المركزي هي فصيل يتبع للشرطة السودانية وخرج للميدان لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين التي تعرضت للنهب والسلب والتخريب مؤكدة أن من يقومون علي قيادتها هم ضباط من خريجي كلية علوم الشرطة والقانون .

أسري الشرطة …تأكيد الإستهداف…

ومثل بقية القوات تعرضت قوات الشرطة بفعل المباغتة والخيانة لمحاولة تحييد وكسر هي الأكبر إضافة لملابسات غياب مديرها العام -إذ تم أسر أعداد كبيرة جداً من أفراد وضباط الشرطة من الرتب المختلفة وصلت حتي مكتبها القيادي ..وعلي الرغم من عدم وجود إحصائيات وأرقام رسمية حتي الآن إلا أن إعلان المليشيا من قبل عن مبادرة لإطلاق سراح أكثر من تسعمائة أسير من منسوبي الشرطة أثار تساؤلات حول أعداد هؤلاء الأسري – قبل أن تتحدث عن مبادرة أخري لإطلاق خمسمائة سبعة وثلاثين من ضباط الشرطة يبدو أنهم كانوا مأسورين في مكان واحد.
وبذلك يري مراقبون أن الشرطة السودانية وعقب إمتصاص الصدمة الأولي للتمرد وغياب الإدارة ومحاولات الإختراق الكبيرة لصفوفها قامت بعمل كبير في إسترداد السجل المدني وإستئناف إصدار الأوراق الثبوتية والجوازات وترتيب عمل الجمارك وترخيص المركبات وتأمين المناطق المستردة وإستئناف العمل الجنائي وشرطة المحاكم والنيابات والإسناد المجتمعي وتمثيل السودان في المحافل الخارجية ذات الصلة بالعمل الشرطي وتقنين المشاركة المسلحة مع القوات الأخري في معركة الكرامة .
.وبحسب الدكتور حسن التجاني ( لاحقاً عقب تعيين الفريق أول خالد حسان بدأت القيادة في تجميع القوات وامتصت الشرطة ضربة الأحتياطي المركزي وأستردت قواها ونظمت صفوفها وعادت للميدان ..
الآن نظمت القوات النظامية السودانية كلها صفوفها والجيش الآن في أفضل حالاته حتي من قبل الحرب وبدأ يمارس في مهنته الحقيقية بإحترافية عالية وتنسيق تام بين كل الأجهزة ..

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى