الأعمدة

(دبابيس).. ابو وضاح ..دبوس بنك مَكَلية……


Bank of Makalia
في سبعينات القرن الماضي في مدينة عطبرة كانت واحدة من أشهر أيقونات المدينة التي لا تغيب عن السوق ابدا هي امرأة مختلة عقليا (مجنونة) اسمها (مكلية)….
وتعتبر (مكلية) حسب التعريفات الحديثة علاوة على انها مختلة عقليا فهي من المشردين (homeless) حيث انها كانت تنام في شوارع سوق عطبرة كيفما اتفق….
احيانا تجدها نايمه بين (الجزارات) واحيانا في سوق المحاصيل بين فَرَّاشات العيش والتمر ومرات بين اكوام البطيخ والعجور في سوق الخضار…..
وكذلك تأكل من حيثما اتفق ، إن اعطاها احدهم صدقة اكلتها وان وجدت شي على الارض تأكله واحيانا تُغير على المطاعم لتأكل بقايا الاكل من على طاولات المطعم….
وكذلك الملبس فيوم تراها تلبس فستان جديد ونظيف اعطاها اياه محسن او محسنة ويوم تجدها لابسه شوال فحم قديم واحيانا لابسه اسكيرت (تنورة) كيس اسمنت وهكذا….
و(مكلية) كانت تتمتع بحصانة عجيبة فهي تكاد تكون الشخص الوحيد في عطبرة بعد مولانا قاضي عطبرة الشهير يوسف – بتاع (السنة بي سنة وتتي ب ستة شهور) – الذي يستطيع دخول أي مرفق حكومي او خاص……
فهي تعبر بدون اعتراض من أي أحد ، فالجميع يتحاشوها بسبب لسانها الفالت….
فيمكنك ان تجدها خارجة من البلدية او داخلة الى المستشفى او جالسة في مدخل البوستة واحيانا تجدها نايمة في مكتب المتحري في قسم الشرطة او تهاظر وتمازح موظفي حسابات السكة حديد من شباك مكتبهم….
ومن أغرب ما تميزت به (مكلية) انها كانت (ولود) فهي تنجب كل عام طفل او طفلة….
تنجب لغريزة الانجاب فقط دون أي حسابات أخرى….
واحيانا تتبنى اطفال آخرين أيضا بغريزة الامومة فقط دون حسابات أخرى فتجدها تسير ومعها اربعة او خمسة اطفال اكبرهم عمره اربعة سنوات من وين وليه لا احد يملك الاجابة ولا أحد يسأل وان سأل فلن يجد الاجابة….
مجنونة ومرفوع عنها القلم……
كذلك يفعل بنك السودان المركزي……
فهو بنك ولود…..
كل عام ينجب عملة…..
ينجب لغريزة الانجاب فقط دون أي دراسات اقتصادية او مالية….
يطبع بالغريزة…..
او يتبنى العملة المزورة المطبوعة في اماكن أخرى أو عند ناس خالتي فوزية…..
يتبناها بغريزة الامومة …..
كيف وليه ، لا احد يسأل وإن سأل فلن يجد الاجابة…..
ومصداقا لذلك فقد طالعتنا صحف اليوم بخبر يقول :
بنك السودان يعلن اصدار الطبعة الثانية من فئة الألف جنية……
اتحداكم زول يسأل…..
واتحداكم لو في زول سأل (يجي) يقول انه وجد اجابة على سؤاله…..
بنك ومرفوع عنه القلم…..
وقديما قالوا القلم مابزيل بلم……
ونحن في بلدي بلد الخير والطيبة…..
نتنقل من بلم الى ألم بين الجن والاندراوة ومن المتعوس الى خايب الرجاء…..
ورغم ما جاتنا من نيلة في حظنا المهبب… .
نظل نرسل السلام على من اتبع الهدى ولا سلام على الظالمين…….
? ابووضاح?
….ء……

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى