درس للأحزاب
بقلم :بروفيسور البخاري الجعلي
مساعد رئيس الحزب الأتحادي الديمقراطي الأصل
إنسحاب الحيش من الساحة السياسية خطوة صحيحة وسليمة وإن جاءت متأخرة جداً. فقد شكلت منذ صدورها وما زالت تشكل، درساً بليغاً للأحزاب وللسياسيين وللمدنيين. ولعل ابلغ دليل علي هذا ما تشهده بلادنا الآن من إرباك وإرتباك سائدين، وما يميز العملية السياسية من تخبط وعوار بينين. فالكثيرون من ساسة هذا الزمان قصار القامات مقارنة بما تتطلبه الأوضاع السائدة في السودان. ومن سخرية الأقدار ان البعض ما زال يتحدث بروح الإستعلاء والإقصاء للآخرين، ولم يستيغظ بعد من سكرته.
صحيح أن هذه الحقيقة برزت منذ الايام والشهور الأولى لثورة ديسمبر المجيدة، وظلت بكل أسف طوال الثلاث سنوات البائسة في السودان سائدة. إن اللذين يتصدون الآن لملفات العملية السياسية، بالرغم من حسن النوايا، فإن بعضهم ليسوا بساسة، والبعض منهم واقع تحت نفوذ وتأثير جهات معلومة للكافة. وكل هذا يُنبئ بأن السودان يمضي من سيئ إلي اسوأ، الا اذا اثبت السودانيون أن لديهم إرادة سياسية صادقة لإنقاذ وطنهم. وبالتالي لا مناص من أن يتواضع الجميع، وفي مقدمتهم من قادوا السودان عن عدم دراية وخبرة، الي هذا الدرك، أن يتوافقوا علي اختيار رئيس للوزراء، لكي تتحرك ماكينة إنقاذ البلاد مما آلت إليه. ولعل مبادرة مولانا الميرغني مقروءة معها مبادرة الشيخ الطيب الجد، تطرح آلية مناسبة لتجاوز الطريق المسدود، لفك طلاسم هذا المأزق التي تواجهه البلاد.
وبقي علي الجميع أن يدرك أن ما يسمي بالفترة الانتقالية تعني في علوم السياسة ونظم الحكم كما تم تكييفها بالدساتير، أن تكون فترة مؤقتة معلومة. ولهذا كان وسيظل رأينا في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل، وجوب أن تكون الفترة الانتقالية محدودة زمانياً، ومحددة غرضياً. محدودة زمانياً بحساب الأيام والشهور وإن تجاوزت في حسابها السنة الواحدة، ومحددة غرضياً فقط علي ما يمهد لتحقيق المشروعية في حكم البلاد وتولي السلطة والسلطان. ولا يتأتى ذلك الا عن طريق واحد لا ثانياً له، وهو طريق انتخابات عامة حرة ونزيهة. وهذه هي شرعتنا، كانت وستظل، نبراسنا في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل منذ فجر الحركة الوطنية,وتأسس أول حزب سياسي في السودان وهو حزبنا.
مساعد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل