
عرمان الشؤم .. صدق وهو كذوب.. (1/3)
بقلم :عمر باسان
سبحان الله.. اعتراف أجراه على لسانه – عرمان الشؤم – في مقال له سطره في الثامن عشر من الشهر الجاري، في لغة استعلائية يمارس فيها الوصاية على الشعب السوداني ويضعه بين خيارين، إما الرضوخ لأمر الإسلاميين، أو “أن ننسى أمر الله والسودان!”..
إبليس زمانه، عرمان الشؤم صدق وهو كذوب..
عرمان الشؤم الذي ظل طوال حياته يحارب الدولة السودانية والجيش السوداني لا يعرف سوى لغة الحرب، بعيدا عن لغة السلام، التي لا يذكرها إلا لتجميل مقالاته، يزين لأهل السودان الذين لفظوه وأمثاله أن يمضوا في ركاب (قحت) أو (تقدم)، التي أدارت ظهرها لهم، ووضعت أياديها في أيدي المليشيا المتمردة الملوثة بدماء أهل السودان.
ولكن عرمان الشؤم تأبى نفسه المريضة أن تصدق أن الشعب السوداني قد حسم أمره ليكون في جوار الله وكنفه، مهتديا بهديه وشريعته، ولن ينسى أمر الله ورسالته كما قال، ولن يتخلى عن السودان مهما تكاثرت عليه النصال، واشتدت عليه الابتلاءات، فهو في معية الله وحفظه ورعايته، ومهما تآمر عليها المتآمرون من الداخل والخارج، وهو منتصر في معركة الكرامة على الجنجويد الأوباش وأعوانهم.
نعم، إن الإسلاميين يرفضون العيش بعيدا عن رحاب الله وهدى شريعته، واتباع سنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، والعمل بما جاء في كتابه سبحانه، فهو خالقهم والأدري بمصلحتهم والخير لهم. كما بالفعل، يأبي الاسلاميون للسودان أن يعيش ذليلا، مهانا، مستصغرا، ويعيش شعبه مشردا بعيدا عن أرضهم وديارهم العزيزة.
نعم، هذا هو الطرح الذي يقدمونه لأهل السودان، فأقبلوا عليهم دون تردد، يدافعون عن دينهم وعرضهم وأرضهم وممتلكاتهم التي يحاول تتار عرب الصحراء تدنيسها، وتعالت أهازيجهم يرددون “براءون يا رسول الله”، وبارت سلعتكم وأكاذيبكم، فما تركتم لهم والجنجويد الأوباش من خيار آخر..
يعود عرمان الشؤم لبث سمومه وأكاذيبه التي لم يعد يصدقها أحد. فإن كان الأمر سابقا يجري بعيدا عن أعين الناس، في الفيافي والمناطق البعيدة، وينتابهم الشك حول حقيقة ما يجري، وما كانوا يظنون أنكم تصلون لهذا الحضيض من الكذب البواح والتلفيق الرخيص. الشعب السوداني يعيش اليوم واقعا قاسيا فرضته عليهم الحرب، وأمثالكم وتجربتكم الخرقاء في الحكم. يعيش الشعب في كل أرجاء البلاد التي وطأتها أقدام المليشيا المتمردة أوضاعا مؤلمة. فالمليشيا عاثت في الأرض فسادا وظنت أنها قد دانت لها الأرض ومن عليها، طالما أن هناك عرمان الشؤم وأمثاله يبررون لهم أفعالهم، ويدافعون عنهم في المحافل الدولية والمنابر الإعلامية.
عرمان الشؤم، في مقاله القصير على غير العادة، فقد ضاعت منه الكلمات وغاب عنه المنطق والموضوعية، يدعي أن الإسلاميين هم السبب في هذه الحرب البشعة، التي قضت على الأخضر واليابس، بحثا عن العودة إلى كراسي السلطة، في سردية طالما رددوها كذبا حتى صدقتها نفوسهم المريضة.. ونقول له ان الإسلاميين لا يحتاجون للسلطة مادامت أفكارهم وأطروحاتهم تنداح بين الناس، وتجد القبول، فالسلطة وسيلة وليست غاية في حد ذاتها.
ونقول بل أنتم من تسعون وراء السلطة، بحديثكم المستمر عن الثورة المزعومة، وعن التحول الديمقراطي، وعن عودة الجيش للثكنات. شعارات براقة، خادعة، كاذبة، ككذب من يرفعونها. الشعب الآن خلف البرهان، رئيس مجلس السيادة، وقائد الجيش في معركة تحرير البلاد من دنس التمرد الغاشم، وليس في عجلة من أمره للحديث عن الحكومة المدنية. وقائد البلاد ذكر ألا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وبعدها لكل حادث حديث..
نقول أنتم دعاة الحرب، وأنتم من تزكون أوارها، وأنتم سبب إطالة أمدها، وإن رفعتم شعاركم الكذوب “لا للحرب”، طالما أنكم وضعتم أياديكم في أيدي الهالك حميدتي الملطخة بالدماء، وطالما أنكم تدافعون عنه، ولا تدينون أفعاله إلا على استحياء، وطالما أنكم تجعلون من الجيش وقوات تمردت عليه على قدم المساواة، وطالما أنكم تطالبون المجتمع الدولي بالتدخل وتقييد حركة الجيش وتسليحه لصالح المليشيا المتمردة، وطالما أنكم تسعدون بكل ما ينتقص من مكانة الجيش، وتهللون لقرارات دوائر الاستكبار ضد قيادة الجيش، وطالما أنكم تسعون للوقيعة بين الجيش وشعبه، وإزكاء نار الفتنة بين مكونات البلاد وأهلها، باسم الكنابي تارة، والأقليات أخرى تارة أخري، ولكن هيهات، فالشعب صار أكثر وعيا بحقيقة المؤامرة..