(كلام بفلوس) ..تاج السر محمد حامد الدبلوماسية .. وما أدراك ما الدبلوماسية.. وليتهم يفهمون ذلك !!!
شئ لن ننساه ونحن نبحر فى محيطات الإغتراب .. آلاف المشاغل تتوالد فى حياتنا والسؤال يفرض نفسه علينا هل الدبلوماسية رجعت لمكانها الصحيح وخصوصا فى حقل الخارجية .. أم هناك شئ من حتى ؟!
هذه الأيام هاجس مخيف يستيطر على أغلبية الدبلوماسيين .. كيف لا ويظل الدبلوماسى منهم يدفع زهرة عمره وسنواته بكد وتعب ثم تفاجأ وهو على مشارف تولى منصب قيادى أو ترقية لدرجة سفير بأخر إنتزع منه ثمرة هذه السنوات وأخذها لنفسه أو منحت له بغير وجه حق ويتم إنتدابه للخارج .. عجبى !
وإذا كان الدبلوماسى يتدرج فى عمله إستنادا إلى خبرات إكتسبها ومواهب وقدرات معينة لديه فإنه لم يعد أمامه مايطمح إليه فى تبوئه منصبا قياديا أو قطف ثمرة نبوغه وتدرجه فى وظيفته على مر السنين لأنه بالطبع لم تعد إليه ثقة فى جنى تلك الثمرة أو الوصول إلى سلم القيادة يوما – ما – مادام إن هذا المكان بات على موعد للقادمين إليه من الخارج !!
أما الأخطر فى الأمر بأن بريق العمل الدبلوماسى لن يصبح مغريا للموهوبين والراغبين به وسيدفع بهم إلى سلك طرق أخرى سلبت منهم جنى ثمار عملهم لسنوات طويلة لشخوص ليسوا من العمل الدبلوماسى فى شئ ولا صلة لهم به لكنهم يتربعون عليه .
ولعل أهل الشأن يتذكرون حديث رئيس وزراء السودان الراحل محمد أحمد المحجوب حين قال ( إذا حكمنى مسلم فلن يدخلنى الجنة .. وإذا حكمنى ملحد فلن يخرجنى من الجنة .. وإذا حكمنى من يؤمن لى ولاولادى العمل والحرية والكرامة وعزة النفس فسأقف له إحتراما وإجلالا ويبقى دخول الجنة من عدمه رهين إيمانى وأعمالى .. فكفوا عن التنازع على السلطة بإسم الدين معتقدين إنها طريقكم إلى الجنة .. فليست وظيفة الحكومة إدخال الناس الجنة وإنما وظيفتها أن توفر لهم جنة فى الأرض تعينهم على دخول جنة السماء ) .
فأحذر أيها المسؤول من إغتيال الدبلوماسية وأضع الدبلوماسى المناسب فى المكان المناسب وابعد من التعيين لهذه المناصب من خارج الوزارة الفتية .
ولعل فشل السابقون فى تكوين وزارة قوية يلتف حولها أصحاب الخبرة والدراية لعدم وجود التربة الصالحة التى عجزوا عن تفعيلها حتى عن طريق الأسمدة ذات الخصائص جيدة المفعول .. لذا فالأمل معقود على وزارة جديدة لإستقطاب الدبلوماسيين أصحاب الثقل والمعرفة العامة الذين يمثلون السودان ويتحدثون بإسمه فى الخارج وسوف يكون هؤلاء عنوانا للمقدرة السودانية وكفاءتها .. وليس كش مشر .. وكفى .
تاج السر محمد حامد