
لمتين .. قصة أغنية بين عثمان حسين وبازرعة
أرسل المرحوم حسين بازرعة للحبيب المرحوم عثمان حسين (أبو عفان) نصاً لأغنية جديدة أملاً في تعطيرها كسابقاتها ..
كان نصها حينذاك :-
لمتين يلازمك في هواك مر الشجن..
ويطول في ايامك سهر ويطول عذاب..
ياقلبي لو كانت محبتو بالتمن..
يكفيك هدرت عمر حرقت عليه شباب..
لكن هواك أكبر وماكان ليه تمن ..
والحسره مابتنفع ومابجدي العتاب..
احسن تخليو لليالي وللزمن..
يمكن يحس ضميره ويهديه للصواب..
لكني اخشي عليهو من غدر الليالي..
واخشي الاماني تشيب وعشنا يبقي خالي..
هو لسه في نضارة حسنو في عمر الدوالي..
ماحصل فارق عيوني لحظه او بارح خيالي..
لمتين يلازمك في هواك مر الشجن..
ويطول في ايامك سهر ويطول عذاب..
..
فقرأها ساحر القلوب أبو عفان وأعجب بها وأسر في نفسه اليعقوبية أمراً ..
إستقل استاذنا القطار متوجهاً لبورتسودان إذ تفاجأ به بازرعة أمامه كما سره الأمر ..
تسامرا .. وذهبا إلي البحر عصراً حيث يحلو الحديث ..
قال المرحوم عثمان حسين بحكمة يخالطها الرجاء .. :-
( ياحسين ياخوي الكلام الرسلتو لي دا سمح شديد وانا لحنتو من تاني مرة قريتو .. بس ياخي أنا بخاطب الشجون وبغني لي ملايين الجرحي واصحاب المآسي .. ياخي ماقسيت عليهم المرة دي ؟؟. ماتحن شوية ؟؟ )
ضحك بازرعة حيث أن العقول العبقرية تلك قلما تحتاج الكثير لإدراك أمرٍ ما ..
فما كان رده إلا قولاً :-
اغفرلو ياحنين وجاوز لو ظلم..
مااصلها الايام مظالم والعمر غمضة ثواني..
واصبر علي جرحك وإن طال الألم..
بجراحنا بأشواقنا بتضوي الزمان..
وانا عارفو بكره بيعود في رعشة ندم..
ننسي الحصل بيناتنا والسهر اللي كان..
تصبح حياتنا نغم عشنا يبتسم..
وتعود مراكب ريدنا لبر الامان ..