الأعمدةتأملات

مصر .. الولود الودود

تأملات
جمال عنقرة

الناس كلهم مجمعون علي أن مصر بلد الأمان والخير الأول في الدنيا، وهذا أمر اثبته لها الله العظيم في كتابه الكريم “ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين” وقوله تعالي “اهبطوا مصر، فإن لكم ما سألتم” وبهما، وبغيرهما من الفضائل التي خص الله بها ارض الكنانة صار الناس يفدون إلى مصر زرافات وآحادا من كل حدب وصوب، ويجدون فيها الأمن والخير وكل ما يسألون، وبذلك صارت مصر أم الدنيا لا ينازعها في ذلك بلد.
وميزة مهمة أخرى لمصر لم يفطن لها كثيرون، وهي أن مصر ظلت علي الدوام ترفد العالم بخيرة أبنائها في كل المجالات، ولا تقاربها في ذلك دولة، وأقول للمثال فقط لا الحصر، وبغير ترتيب ولا تفضيل، فقط حسبما يخطر علي بالي، سعد زغلول، احمد شوقي، العقاد وطه حسين، والشيخ عبد الحليم محمود، وبطرس غالي، ومحمد البردعي، وأحمد زويل، ومجدي يعقوب، وعمر الشريف، وفاتن حمامة، ومحمد حسنين هيكل، وحسن شحاتة، ومحمد صلاح، وأم كلثوم، ومحمد متولي الشعراوي، والقائمة تطول وتطول وتطول.
تداعت هذه الاسماء علي ذهني، وتتابعت، وانا أتابع خبر تقديم مصر واحدا من أعظم فلذات كبدها المعاصرين مرشحا لمنصب المدير العام لليونسكو، الدكتور خالد أحمد العناني علي عز، وزير السياحة المصري الأشهر، صاحب البصمات الخالدة، عالم المصريات، الباحث العميق في مجالات السياحة والثقافة،والتنمية المستدامة، والعلاقات الدولية، المشرف العام علي المتحف المصري، والمتحف القومي للحضارة المصرية، المدافع بقوة عن ثقافة السلام، الذي يتحدث أكثر من لغة، أفضل من كثيرين من أهلها، في مقدمتها الفرنسية والإنجليزية، ورغم المهام الجسام التي تولاها العناني داخل مصر وخارجها، الا انه ظل محافظا دوما علي استاذيته وجهده في البحث العلمي، والتعليم المستدام مدي الحياة، من خلال جامعة حلوان التي ارتبط بها وارتبطت به، طالبا، واستاذا، وباحثا، ومديرا لمركز التعليم المفتوح، وهو عضو مجلس أمناء الجامعة الفرنسية في مصر، وجامعات عالمية اخري سعت إلى كسب توقيعه للاستفادة من علومه وخبراته وعلاقاته الدولية الفريدة الممتدة، وهو أستاذ زائر في عدد من الجامعات الفرنسية والعالمية، وشارك العناني في مؤتمرات علمية في أكثر من خمس عشرة دولة، قدم فيها عصارة تجاربه وعلومه.
وعندما تدفع مصر بالدكتور خالد العناني مرشحا لليونسكو، تكون فعلت ما ظلت تفعله لأكثر من سبعة ألف عاما، تقدم خيرة أبنائها ليستفيد منهم الناس جميعا، وعلي المستوي الشخصي، وفضلا عن أن خالد يمثلني كأحد أبناء وادي النيل، بالإضافة إلى مقدراته التي تجعله فوق المنافسة، لكننا في السودان نحتاجه بشدة في موقعه هذا، ونحن نعول علي اليونسكو كثيرا في معركة إعادة بناء وترميم آثارنا وتراثنا التي كانت هدفا رئيسا للبغاة المعتدين، والعناني خير من يفعل ذلك، ويحسنه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى