تحبير
د.خالد أحمد الحاج
* ما ظلت تقوم به من مسئوليات ومهام كبرى في المجالات الإنسانية والخدمية، وإعادة تأهيل البنية التحتية التي تعرضت للتدمير المتعمد من قبل المليشيا يعد إنجازا يحسب لها، وأعني بحديثي حكومة ولاية الخرطوم التي على رأسها الأستاذ أحمد عثمان حمزة، وهي تؤدي واجبها على أكمل وجه، مواصلة عملها وسط جملة من الصعوبات والتحديات، لذلك فإن كلمة الحق تقال بأن هذه الحكومة قد جسدت قيمة المسؤولية معنى ومبنى، وكانت خير عون للحكومة الاتحادية في إدارة الشأن العام في هذه المرحلة العصيبة.
* القائمون على الأمر أكدوا بأقوالهم وأفعالهم المشرفة بأنهم خير من يعتمد عليهم في إدارة شؤون الولاية، لأنهم استطاعوا إدارة المهام في ظل ظروف معقدة، وكان للأجهزة الأمنية والشرطية أدوار عظيمة، إذ ساهموا بقدر كبير في محاربة الجريمة وإشاعة الأمن.
* كان بإمكان الوالي وأعضاء حكومته مغادرة العاصمة إلى الولايات الآمنة، لكنهم آثروا البقاء مع مواطنيهم الذين بقوا صامدين محتسبين، وتحملوا أعباء التكليف، بالسعي الجاد لحلحلة المشاكل، ومعالجة الاختلالات، في مشهد ملحمي مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، فضلا عن وقوفهم بجانب المواطنين في هذه المحنة، وفي الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية على المناطق السكنية، ويكفي أن مواطني الولاية قد قالوا بحق هذه الحكومة كلاما طيبا يدعو للفخر بنفر كريم علومنا كيف تكون المناصرة في زمان الشدة.
* في ظل ظروف قاسية ظلت حكومة الولاية تعمل ليل نهار لتزويد المواطنين بالخدمات الضرورية، وبعد هدوء الأوضاع بمحلية أمدرمان عاد العديد من المواطنين إلى مدينتهم الحالمة أم درمان، وبدأت الحياة تدب من جديد في أوصالها، مناطق وأحياء، وفي ريفها الوادع.
* بالرغم من الاستهداف المتعمد بالمدافع من مسافات بعيدة للعدو للمناطق المأهولة بالسكان والمشافي والأسواق، إلا أن عنوان الصمود الذي جسده أهل أمدرمان أعاد للذاكرة نضال الأجداد في كرري بصورتها المتقدة في الأذهان بطولة وثباتا.
* عودة الخدمات الضرورية للمناطق الآمنة تؤكد بأن هنالك خارطة طريق قد وضعت بدقة، وأن حكومة الولاية رغم الصعوبات تعمل ليل نهار لتوفير الاحتياجات الضرورية، وإن كان المواطن لا يزال يعاني من النقص في العديد من الضروريات.
* من الملاحظات التي يجب ألا نغفل عنها روح التكافل والتعاون التي عبر عنها مواطنو الولاية مؤكدين بذلك أن معادنهم ذهب كلما أشتدت المحن زادوا لمعانا وبريقا.
* فإعادة صياغة المجتمع على ما كنا عليه في السابق هي واحدة من العلامات الفارقة التي تملأ النفوس قبطة وسرورا، ودونكم “النفير” الذي أعاد إلى الأذهان قيمة كادت أن تندثر في مجتمعنا الحضري، لو لا أن ذاكرة أهل السودان الجمعية كانت حاضرة وباعثة ومحركة للطاقات.
* عودة خدمات المياه والكهرباء، وتقوية شبكة الاتصالات، وخدمات إصحاح البيئة، وتلبية احتياجات المواطنين من الغذاء والدواء ضرورية للغاية، الحكومة وحدها لا تستطيع الوفاء بالمطلوبات كافة، لذا لابد من إسنادها من قبل أهل الخير، والمنظمات الإنسانية العالمية والمحلية.
* فتأمين دخول الدواء والمساعدات الإنسانية واحدة من أكبر التحديات التي عملت على تيسيرها حكومة الولاية، ولكن الأمر يتطلب مزيدا من تضافر الجهود.
* ما يجب أن تقوم به وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في هذه المرحلة الدقيقة زرع الثقة في نفوس المواطنين، والعمل على تطمينهم لا ترويعهم وإثارة مخاوفهم، ليكونوا خير عون وسند لحكومة الولاية في عمليات البناء والتنمية بالإسهام في إعادة الأمل الوثاب للولاية بالسواعد التي تساعد، وبالأفكار التي تقرب المسافة ولا تباعد.
* مع مواصلة عمليات الإنتاج التي تخفف من وطأة الغلاء، وبمواصلة العمل الجاد الذي يعيد البريق لعملتنا الوطنية لتكون قادرة على إعادة الاستقرار المالي، كل هذه الهموم تتطلب تدخل الأكاديميين والخبراء ليرسوا المبادئ التي تعين صانع القرار على اتخاذ ما يناسب من القرارات حسب الحالة والوضع والحوجة.
* ويقع على عاتق المشتغلين في وسائل الإعلام مسؤولية الإسهام بصورة ملموسة في معالجة الاختلالات النفسية الناتجة عن الحرب، وما خلفته من آثار، فضلا عن دعم رؤية حكومة الولاية الرامية لرتق النسيج الاجتماعي، ورفع الحس الوطني، علاوة على توحيد الجبهة الداخلية بدحض الشائعات والأخبار الكاذبة، وتفنيدها بالحقائق المجردة وفقا لموجهات البث والنشر التي لا تعرض الولاية ومواطنيها للمخاطر.
* إسناد الولايات للعاصمة بالقوافل كانت له تأثيرات إيجابية مقدرة بدء بتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين، وبتأكيد أن الملمات والمحن توحد الوجدان والمشاعر، ويتعاظم معها الهم الوطني، نسأل الله تعالى أن ينعم على بلادنا بالأمن والاستقرار والرخاء، وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه صالح البلاد والعباد.