مقالات

يسرية محمد الحسن تكتب خواطر سياحية

قرأت كثيرا عن السياحه في بعض البلدان سيما دول تجاورنا بعضها يعتمد علي التاريخ القديم والاكتشافات المتعدده لحقب موغله في ماقبل التاريخ البشري تحكي جلها عن حضارات سادت ونمط لحياه انسان ذياك الزمان لا يعرف سوي الطبيعه من حوله فسخرها لكسب سبل العيش وترجمها رسومات علي جدران المعابد وما الي ذلك، تعتمد كثير من الدول في اقتصادها علي السياحه كمورد اقتصادي يرفد خزائنها بالمال ويغري الباحثين والمهتمين بالتاريخ القديم للتزود بالبحوث والدراسات التي تقف وراءها جمعيات ومنظمات عالميه بل وجامعات تخصصت في هذا الجانب من دراسات علم الحيوات للانسان القديم.
في فترات قبل انفصال الجنوب زرت كثيرا من المناطق هناك وكانت دهشتي كبيره في اول مره ازور فيها مدينه جوبا وقد اقمت في منزل ككل المنازل المجاوره تحيط به الاشجار من كل جانب فضلا عن موقعه الطرفي عن باقي منازل الحي في ذلك الوقت كانت المدينه بكاملها في قلب غابه شاسعه جدا وتستطيع بسهوله شديده التمييز بين اصوات الحيوانات ليلا حيث تهجع الكائنات ويعم الظلام وتختفي حركه البشر والاغرب انه ومجرد ان يرخي الليل سدوله تتسلل بعض من هذه الحيوانات غير الاليفه وربما المفترسه وتراها امامك ربما تجذبها مصابيح الاناره ويفصلها عنك السياج الحديدي المثبت علي (نملي الشبابيك) ! والا لحدث مالا يحمد عقباه الذي كنت ادهش له انها اكبر حجما بكثير جدا مما كنا نشاهده لحيوانات حديقه الحيوان (الموؤوده) بالخرطوم وبعض حدائق مماثله لدول اخري! كانت بالمدينه الجميله حديقه للحيوان بها اندر الحيوانات البريه بالعالم سيما المفترسه منها فكانت الاسود الجبليه المشهوره بعدم وجود فراء كثيف اعلي رؤوسها وبكثافه شعور جلودها وسوادها الشديد ولمعانه الاخاذ! فضلا عن انواع مختلفه لحيوانات لم ارها من قبل في اي حديقه لدول الاقليم وما لفت نظري حين زياراتي المتكرره للحديقه وجود وحيد القرن الابيض النادر عالميا وقد كان وقتها مهدد بالانقراض حسب تقارير دوليه ودراسات بيوتات عالميه تبحث في الحياه البريه علي وجهه الخصوص في افريقيا ( الجنوب الافريقي) لم يكن هو الوحيد من بين التصنيفات العالميه فقد كان هناك ايضا الفيله البيضاء النادره. غابات الجنوب الاستوائيه كانت تزخر بملايين انواع الحيوانات والطيور البريه النادره بل ولاتصال البريه حتي العمق الجنوب افريقي فقد كانت ترد الي غابات السودان في ذلكم الوقت قطعان الحيوانات البريه في كل من كينيا اوغندا الكونغو وغيرها لكثافه المرعي وغزاره مياه الانهار والطقس المعتدل لجنوب السودان ممايشكل بيئه خصبه للتوالد والتعايش والتكاثر التاريخ القريب يقول ان وحيد القرن الابيض الذي وجد بالسودان قد هرب الي محميه بيجيتا بكينيا وتوفي هناك بعد ان بقيت من السلاله انثتان لا يعرف مصيرهما الان بعد انفصال الجنوب وحيد القرن الابيض (اتخذه الازهري شعارا لجمهوريه السودان) الوليده كثير من حيوانات السودان النادره قد تم تهريبها برا وبحرا الي بعض دول العالم وكانت وحتي وقت قريب تهرب عبر مطارات السودان سيما سن الفيل ووحيد القرن
حرب الجنوب كانت سببا مباشرا لهجره كثيفه للحيوانات النادره حيث استقرت معظمها في غابات كينيا التي يحج اليها علي مدار العام عشرات اللالف من السياح من اوربا واسيا وغيرها وقد اقيمت القري السياحيه لتستوعب السياح من مختلف دول العالم وازدهرت السياحه هناك وانتعش الاقتصاد السودان يعد من الدول الغنيه جدا بشتي الانواع للحيوانات البريه والطيور والمناطق السياحيه وقد اهمل قطاع السياحه من قبل الحكومات المتعاقبه ولم يجد حظه من الاهتمام اضف الي ذلك الصيد الجائر لصيادين محترفين يمتهنون مهنه التهريب لثروتنا من الحيوانات البريه علي اختلافها ونجد ان قانوت تنظيم السياحه بالسودان بحاجه الي تجديد ومراجعه بعض بنوده بل وتشديد الرقابه علي السياح الاجانب.
ان الاوان ان تنشط الدوله في جانب السياحه بالسودان لتفرد بلادنا بكل ماسبق ذكره ويهتم القائمون علي الامر بوضع الخطط والاستراتيجيات العلميه الكفيله بالنهوض بهذا القطاع لتعدد المناخات وتفرد بلادنا عن غيرها من الدول بوجود ثروه حيوانيه ضخمه وشواطئ تطل علي البحر الاحمر ما زالت بكرا وغنيه جدا بكل ماهو نادر وفريد في عالم البحار وزاره الثقافه والسياحه بحاجه الي تجديد فوري وتحديث للقوانين والاليات المساعده لتطوير هذا القطاع المهم ليلعب دوره في انعاش اقتصاد البلاد وجذب رؤوس الاموال وتعريف العالم الحديث بالبيئه السياحيه الافضل علي مستوي الاقليم والموجودة بالسودان.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى