
يوسف عبد المنان .. يكتب ستة ايام مضت ودموع الاهل لم تجف
ستة ايام مضت ودموع الاهل لم تجف يحدقون في الفضاء البعيد ينتظرون عودة فلذات الاكباد الأسرى لدى الحركة الشعبية
بات السكر ماسخا والملح بلا طعم واللبن بلا رائحة والحياة تمضي والصبر يتسرب شيئا فشيئا وقيادة النظام الاهلي من المسيرية الزرق يمسكون النفوس الغاضبة ويكبحون ثورة الشباب الثائر والنوبة الغلفان يذهبون إلى مقر قيادة الحركة الشعبية ويعودون بالوعود الزائفة وقد حفيت أقدام القيادة الحكيمة للغلفان من أجل كبح جماح الحرب وإعادة الأسرى ولم تنقطع لحظة واحدة اتصالات الحوازمة بالحركة الشعبية ألمك مالك جره وهو من عرب دارشلنقو اختار طوعا أن ينضم لمكوكية الاجانق ومالك دارس ابوهم جعل من قضية عودة الأسرى شغله وهمه أغلق محكمته وبات يهرول بين الدلنج وكرمالي ويدخل الاهل الجمانق في خط درء الفتنه ويسعون لإعادة الأسرى ورد المنهوب من الأبقار واثنان من شباب المسيرية يلقون ربهم شهداء بإذن الله وتسعة آخرين في غياهب الأسر بمنطقة والي وقيادة الحركة الشعبية تراوغ وتماطل ويدخل عبدالله حمدوك من الإمارات العربية المتحدة في خط درء الفتنه ويهاتف قادة الحركة الشعبية وقائدها عبدالعزيز من أجل إيقاف شبح حربا تهتك ماتبقى من النسيج الاجتماعي المهتري اصلا وعلى جماع عبدالله ينشط في الاتصالات مع حمدوك و حامد البشير القيادي في حزب الامة والوالي السابق يهاتف الجميع ولا فائدة ترجي ولا أمل يلوح في الأفق أو بوادر انفراج وقيادة الحركة الشعبية تقود جنوب كردفان لحرب جديدة ربما جاع سلاحها واكله الصدأ بطول وقف إطلاق النار وربما لها تقديرات أخرى
حشود كبيرة من الشباب تنتظر عودة الرفاق وراكوبة العمدة بخاري الزبير عمدة الحوازمة دار نعلية تفيض بالرجال الحكماء والصادق الحريكة يبتسم رغم قساوة الموقف وحزن الرجال وقد شاهدت في وجوه المسيرية العنينات صبر المسلم وتقوى المؤمن وجسارة البدوي الذي يكبح غضبه
لم يجد الاهل المسيرية حكومة تقف إلى جانبهم حتى حكومة الفولة التعيسة لم تكلف نفسها عناء ومشقة الوصول إلى الدلنج وهي مشغولة بتقسيم عائدات البترول على المحاسيب وحاشية السلطان وحكومة جنوب كردفان اعتبرت القضية لاتستحق مشقة قطع ١٣٠ كليو مترا في الخريف عشان ١١ نفس فقط الموت هنا بالكم والنفس الواحدة التي من قتلها كانما قتل الناس جميعا لم تنزل هنا ولاتعني قادة هذه الحكومة
إذا كانت كادقلي والفوله والابيض لم تشعر بماساة الأسرى ودموع الثكالي وجراح كبد الأمهات فكيف يشعر بهؤلاء سكان الخرطوم
نحن في بلد للإنسان فيها قيمه سامية ودم غالي إذا من اولاد الخرطوم وقتل في الاحتجاجات يرفع من شأنه الرافعون ويتغني باسمه المغنون ويقدم التعزية لأهله علياء القوم كما يعتقدون وهم عند الله أسفل سافلين
وانسان( رخيص) لايستحق حتى نشر صورته في صحيفه تافه أو نعيه في إذاعة لايسمعها احد وقد نكب الاهل المسيرية ولم يتحدث خطيب مسجد في الخرطوم ولم يفتح الله لعمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني أن يساوي بين الشاب المسيري ولساتك الخرطوم التي مجدها ولم يمجد شهداء دليبه
لم يجد الاهل في محنتهم نائب رئيس مجلس السيادة محمد حميدتي الذي كان الاهل ولايزال بعضهم يعلقون الآمال على خطبه المصنوعة من فجيعة الزمان الاغبر ولكن حميدتي استكثر على المسيرية في محنتهم مجرد مواساة عابرة أو كلمات مجاملة زائفة
بل أين الفريق شمس الدين كباشي مما يحدث؟ ومتى يخرج كباشي من حالة الابتعاد عن عشيرته وأهله ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية والامنيه.؟
بل أين الجيش الذي ظل المسيرية سندا له وعضدا له
واين الفريق البرهان الذي أصبح مشغولا بشندي وريفي شندي ويغني مع المغني ديل اهلي
فهل المسيرية ليسوا أهله ولا النوبه عشيرته
متى تستيقظ الحكومة ويحدثها ضميرها عن إحدى عشر اسيرا تبكي أمهاتهم واخواتهم وحبيبات قلبهم وبنات عمومتهم حتى جفت الدموع في الماقي
يوسف عبد المنان
كرمالي شمال الدلنج مضارب الرحل