
التقى الرئيس روتو.. وأجرى مباحثاتٍ مع نظيره الكيني.. وزير الخارجية في نيروبي.. (ما وراء الزيارة ) !!
وزير الخارجية وجه الدعوة لـ(روتو) لزيارة السودان..
الرئيس الكيني أكد دعمه لعودة السودان للاتحاد الإفريقي و(إيقاد)
اللقاء لتعزيز قنوات الحوار مع الدول الداعمة للمتمردين
تقرير_ محمد جمال قندول
اختتم وزير الخارجية السفير د. علي يوسف أمس، رحلته إلى دولة كينيا، التي التقى خلالها الرئيس الكيني وليم روتو.
كما أجرى يوسف مباحثات مع نظيره الكيني ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بكينيا السيد موساليا مودا فدى.
زيارة وزير الخارجية لـ(كينيا)، حُظيت باهتمام إعلامي، لجهة أن مواقف الأخيرة ظلت مثار جدل بدعمها للميليشيا واحتضان أنشطتها، وهو ما فتح باب التساؤلات عن إمكانية إحداث اختراق من رحلة السفير المعتق الدكتور علي يوسف.
اختراقٌ دبلوماسي
وزارة الخارجية ذكرت في تعميم صحفي أنّ الوزير علي يوسف نقل للرئيس الكيني وليام روتو تحايا رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورغبته في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وقدم له دعوةً لزيارة البلاد، فيما رحب الرئيس الكيني بالدعوة، وأكد دعمه لعودة السودان للاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد، بجانب العمل المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق في المحافل الدولية.
وكان وزير الخارجية السفير علي يوسف، قد توجه للعاصمة الكينية نيروبي أمس الأول (الخميس)، في زيارةٍ تستغرق يومين، بدعوة من الوزير الأول ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بكينيا السيد موساليا مودا فدى.
ووصف الخبير في العلاقات الدولية د. أحمد الطيب، اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السوداني د. علي يوسف بالرئيس الكيني وليام روتو بأنه “اختراق دبلوماسي مهم” في مسار العلاقات السودانية الكينية، خاصة في ظل التوترات التي أعقبت تمرد ميليشيا الدعم السريع.
وأشار إلى أنّ اللقاء يعكس جهود السودان في كسر عزلة إقليمية محتملة، وتعزيز قنوات الحوار مع الدول التي كانت تُعتبر داعمة للمتمردين.
وأضاف د. الطيب لـ”الكرامة”: كينيا لعبت دورًا جدليًا في الأزمة السودانية الأخيرة، حيث يُنظر إليها كأحد الداعمين البارزين لتنسيقية القوى المدنية “تقـــدم” والمتمردين، ما يجعل هذا اللقاء خطوةً إيجابيةً نحو تخفيف حدة الخلافات، وبناء أرضيةٍ جديدة للتفاهم المشترك”.
كما أثنى الخبير أحمد الطيب بالجهود التي بذلها وزير الخارجية السوداني خلال سلسلة لقاءاته على هامش مؤتمر منظمة البحيرات، بما في ذلك اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكيني، موساليا مودا فدى، حيث عكس اللقاء رغبةً كينيةً واضحة في تعزيز العلاقات الثنائية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
واختتم د. الطيب حديثه بأنّ “إعادة تطبيع العلاقات بين السودان وكينيا يتطلب جهودًا مكثفة ودبلوماسية مرنة، خصوصًا مع استمرار الشبهات حول علاقة الرئيس الكيني بالمتمرد حميدتي، مما يجعل التحدي الأساسي هو تحويل هذه الخطوات إلى نتائج ملموسة تُعزز الأمن والاستقرار الإقليميين”.
سيادة السودان
مما يجدر الإشارة إليه، أنّ وزير الخارجية علي يوسف كان قد التقى بالوزير الكيني في نوفمبر الماضي في أنجولا، ضمن مشاركته في المؤتمر الوزاري لمنظمة البحيرات العظمى.
ويقول القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي والخبير والمحلل السياسي خالد الفحل إنّ زيارة وزير الخارجية الدكتور علي يوسف إلى كينيا تعتبر اختراقًا دبلوماسيًا لإعادة هندسة العلاقات الدبلوماسية بين السودان وكينيا، بعد أن شهدت الفترة السابقة والأيام الأولى من الحرب مواقف معاديةً للسودان من دولة كينيا التي ظلت تتماهى مع قائد الميليشيات حميدتي، وتبني مواقف معادية للسودان.
ويرى الفحل أنّ محاولة وزير الخارجية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع كل دول الجوار تمثل أولويةً ولكن شريطة أن تقوم على احترام سيادة السودان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وعدم التعاون مع الميليشيات التي ظلت تتحرك في محيط السودان الإفريقي.
ويشير الفحل إلى أنّ البيان الختامي للزيارة أكد على مواصلة الحوار والتعاون عبر انعقاد لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، واستئناف عمل اللجان الوزارية، وهذه تعتبر خطوةً متقدمة لمعالجة الأخطاء السابقة، وبداية مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في إطار الاحترام المتبادل لسيادة الدولتين، والامتناع عن أية مواقف معادية تؤثر على الأمن القومي والتدخل عبر أي واجهات تخدم أجندة الدول الاستعمارية.
وتابع: نثمن أي تحركات لانفتاح السودان على مختلف دول العالم التي تسعى إلى حسن الحوار واحترام سيادة الدول، ومواجهة خطر الميليشيات والمرتزقة التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.