
تفاصيل ما جري تحرير المصفاة ..نهاية الكابوس
تفاصيل ما جري
تحرير المصفاة ..نهاية الكابوس
القوات المسلحة تعلن تحرير مصفاة الجيلي وطرد الجنجويد
هلاك العشرات من عناصر المليشيا واستلام 5 عربات قتالية
الإستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر..
المليشيا تحرق مستودعات الوقود في المصفاة..
إزالة الألغام وتأمين الطرق ساهت في دخول الجيش للجيلي
سكان بحري يشيدون بجهود الجيش في تحرير المناطق ..
تقرير-رحمة عبدالمنعم
تمكنت القوات المسلحة من تحقيق انتصار نوعي واستراتيجي بتحرير مصفاة الجيلي للبترول شمال مدينة بحري، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد مليشيا الدعم السريع التي كانت تتحصن في المنطقة منذ بداية الحرب، هذا الإنجاز يمثل ضربة موجعة للمليشيا، ويعكس قدرة الجيش على استعادة السيطرة على المرافق الحيوية في البلاد.
بيان الجيش
وفي بيان صادر عن القيادة العامة للجيش، أعلنت القوات المسلحة عن تحرير مصفاة الجيلي للبترول وطرد مليشيا الدعم السريع منها بعد معارك مكثفة ،وأوضح البيان أن المليشيا عمدت إلى إحراق أجزاء من المصفاة أثناء تراجعها في محاولة بائسة لتدميرها. وأدان الجيش هذا التصرف، واصفاً إياه بأنه “عمل حاقد” يكشف طبيعة المليشيا وضلوعها في جرائم ضد الشعب السوداني وممتلكاته.
وأكد البيان أن هذا الانتصار جاء ضمن سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة التي تستهدف تأمين البلاد واستعادة المناطق التي سيطرت عليها المليشيا منذ اندلاع الحرب.
تفاصيل المعركة
وبحسب مصادر عسكرية وشهود عيان تحدثوا لـ«الكرامة»، فقد أحكم الجيش احصاره على المصفاة من ثلاثة محاور. جاءت القوات الرئيسية من جهة الجنوب، مدعومة بفرق هندسية عملت على إزالة الألغام التي زرعتها المليشيا في الطرق المؤدية إلى المصفاة.
في الوقت ذاته، تقدمت وحدات أخرى من جهة مدينة شندي الواقعة شمال السودان، حيث سيطرت على نقطة عبور استراتيجية في منطقة الجيلي وطردت المليشيا منها. هذا التقدم أسفر عن اختراق دفاعات المليشيا والوصول إلى المصفاة نفسها، التي كانت تمثل مركزاً لتموين المليشيا بالوقود..
غنائم عسكرية
المعركة انتهت بسيطرة الجيش الكاملة على المصفاة، وحققت القوات نتائج مهمة تمثلت في هلاك العشرات من المرتزقةو أسر أكثر من 100 عنصر ،،و تم الاستيلاء على خمس عربات قتالية تابعة للجنجويد،واستلام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة المليشيا.
وفق شهادات من سكان محليين في شمال بحري وشمال أم درمان، أكدوا أن سحباً كثيفة من الدخان الأسود غطت سماء المنطقة نتيجة إحراق مستودعات الوقود. وقال أحد الشهود: “الانفجارات كانت عنيفة جداً، والدخان الكثيف ظل يغطي السماء لساعات. لكننا شاهدنا قوات الجيش تتقدم بثبات نحو المصفاة، وتمكنت في النهاية من طرد المليشيا.”
أهمية المصفاة
وتُعد مصفاة الجيلي للبترول واحدة من أهم المنشآت الاقتصادية في السودان، إذ تمثل مصدراً رئيسياً لتوفير الوقود اللازم لتشغيل القطاعات الحيوية في البلاد ،وقد كان استيلاء المليشيا على المصفاة منذ الأيام الأولى للحرب ضربة كبيرة للاقتصاد الوطني، حيث عطّل الإمدادات النفطية وتسبب في تفاقم الأزمات المعيشية.
تحرير المصفاة يعيد الأمل باستئناف العمل فيها واستعادة دورها الحيوي في دعم الاقتصاد السوداني، كما يُوجه رسالة قوية للمليشيا بأن الجيش لن يسمح باستمرار سيطرتها على أي منشأة حيوية.
دلالات النصر
وأعربت القيادة العامة للقوات المسلحة عن فخرها بهذا الإنجاز، مؤكدة أن الجيش مستمر في عملياته لاستعادة السيطرة على كافة الأراضي السودانية ،وأكدت أن المليشيا ترتكب جرائم غير مسبوقة في تاريخ الحروب، مما يضعها في مواجهة الشعب السوداني بأكمله.
على المستوى الشعبي، شكّل تحرير المصفاة لحظة فخر واعتزاز بالنسبة للسودانيين الذين عانوا طويلاً من تبعات الحرب وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية.
رسالة واضحة
ويمثل تحرير مصفاة الجيلي رسالة واضحة بأن القوات المسلحة السودانية قادرة على حسم المعركة واستعادة السيطرة على البلاد. داخلياً، يعزز هذا الإنجاز ثقة المواطنين بالجيش، ويدفعهم لدعمه في معركته ضد المليشيا ،أما خارجياً، فيؤكد قدرة السودان على حماية أمنه القومي ومواجهة المخاطر التي تهدد استقراره.
تحرير مصفاة الجيلي للبترول يُعد تحولاً مهماً في مسار الحرب، ويعكس الإرادة الصلبة للجي في استعادة البلاد وتأمينها من أي تهديد. ومع استمرار العمليات العسكرية في مختلف الجبهات، يبقى الأمل قائماً بأن يتمكن السودان من تجاوز هذه المرحلة الصعبة واستعادة الأمن والاستقرار في كافة ربوعه.