( الڤيتو) الروسي..كم هو مقلق !!!
حاجب الدهشة
علم الدين عمر
..أحتفت الأوساط السودانية بإسقاط مشروع القرار البريطاني (حاملة القلم) هذا الشهر لمجلس الأمن بخصوص السودان تحت ذرائع إنسانية بطريقة أظهرت حوجة هذا الشعب لأي بارقة أمل في الحفاظ علي سيادته عقب فاتورة باهظة دفعها من كرائم أوقاته ومدخراته وبنيته التحتية ..فاتورة نزح علي إثرها أكثر من تسعين بالمائة من الشعب السوداني وهُجروا من مناطقهم علي مسمع ومرأي من العالم لدرجة أن أحد الأصدقاء من الأطباء أخبرني أن رجلاً إتصل به من إحدي الدول الأفريقية طالباً (باسورد) جهاز الرنين المغناطيسي الخاص بمستشفي الشعب بالخرطوم لأنه موجود الآن في إحدي مشافي تلك الدولة ..
كان أحتفاء السودانيون بروسيا وموقفها عظيماً..ولكنه مقلق ..بل مقلق جداً لأن أربعة عشر دولة من أصل خمسة عشر وافقت علي مشروع القرار وكادت أن تمضيه لولا (الڤيتو) الروسي النادر…
أربعة عشر دولة بما فيها المجموعة الأفريقية التي تضم الجزائر وسيراليون وموزمبيق ومجموعة آسيا والمحيط الهادئ التي تضم اليابان وكوريا الجنوبية ومجموعات أمريكا اللاتينية (أخوة النضال) التي تضم الأكوادور وغيانا إضافة لسولفينيا وسويسرا ومالطا من شرق وغرب أوربا والدول دائمة العضوية الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا (صاحبة القرار) وفرنسا ..وحتي الصين التي ما ترددت في الموافقة علي مشروع القرار..
جميعها وافقت علي مشروع قرار حظر الطيران وأنتهاك السيادة السودانية تحت ذريعة العمل الإنساني وهي تعلم أنها كلمة حق أُريد بها عين الباطل ..
ولولا أن روسيا تدخلت بحق النقض المباشر لأصبحت بلادنا اليوم تحت الوصاية الدولية الداعمة لمليشيا الدعم السريع المتمردة والحريصة علي إمضاء خطة تهجير السودانيين التي تمضي علي قدم وساق الآن بولايتي الجزيرة والخرطوم ولا ينقصها إلا إصدار هذا القرار الذي أجهضته موسكو في اللحظة الأخيرة فاتحة الباب علي مصراعيه أمام أسئلة في غاية الأهمية والخطورة حول مواقف الكتل القارية المختلفة داخل مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة من السودان وحربه وسيادته ..
وحدها روسيا تصدت لهذا المخطط الخبيث في نهاياته وضربته بقاضية قد لا يتسني تكرارها إن مضت الأمور بهذه الوتيرة ..فما هو رأي الخارجية السودانية وما هي رؤيتها لإستقطاب مواقف وأصوات الحلفاء في مقبل الأيام والمحاولات؟؟!!
مقلق جداً أن تضطر روسيا لإستخدام حق النقض في مواجهة إجماع دول المجلس بلا أستثناء واحد حتي إن كان بالإمتناع عن التصويت…
مقلق جداً أن يجد السودان نفسه وحيداً في مواجهة هذا التكتل الدولي بلا نصير ولا صديق.
مقلق جداً أن تتفق دول متباينة في مواقفها ولا يجمع بينها جامع علي إمضاء هذا القرار..
السودانيون ممتنون جداً لروسيا ولكنهم قلقين جداً من متبقي معركة الدبلوماسية والعلاقات الخارجية و تحالفاتها ..
ننظر لنري خلال الفترة القادمة تحركات وزير الخارجية الجديد السفير علي يوسف الشريف في هذا الميدان المعقد الخطير ..