تحبير
د.خالد أحمد الحاج
* في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها بلادنا، وما ترتب على خريف هذا العام من آثار صحية سالبة، وجب لفت انتباه الجهات المختصة إلى ضرورة زيادة التدخلات، من واقع أن عدة أوبئة شكلت تهديدا حقيقيا للصحة العامة، ونتجت عنها العديد من الوفيات، ناهيك عن التنويم الذي تطلبته العديد من الحالات، والتكلفة الباهظة التي يتطلبها التداوي.
* ما بين الملاريا التي تفشت بصورة مزعجة، فضلا عن تفشي حمى الضنك التي ألقت بظلال سالبة على الوضع الصحي العام الماضي وما تبقى من هذا العام، ناهيك عن الإسهالات المائية التي هددت صحة الآلاف، والكوليرا التي قادت إلى عديد الوفيات، وأرقت المضاجع.
* عليه فإن تحرك وزارة الصحة الاتحادية بالتنسيق مع وزارة الصحة بالولاية لرفع معدل المناعة لدى الأطفال من مرض الملاريا من عمر خمسة أشهر إلى العام ونصفه بالتطعيم الذي أجريت عليه اختبارات معملية، ودراسات مستفيضة أكدت على نجاعة المصل، وأثبتت بالدليل القاطع ألا آثار جانبية له.
* عليه فإن شمول هذه الفئة العمرية بالتداوي المبدئي التحوطي مسألة مطلوبة، من واقع ارتفاع معدل الوفيات وسط هذه الفئة جراء الملاريا.
* ولكن لابد من الاحتراز لبقية الأمراض التي بدأت بالفعل في الانتشار بصورة مخيفة، من كل ذلك، لزم أن يتم توفير الأدوية والأمصال اللازمة، واضعين في الاعتبار التوقع بارتفاع نسبة الإصابة، ووجوب تمكين المشافي والمراكز الصحية بالكوادر الصحية التي تغطي الاحتياج الفعلي، مع وجوب رفع معدلات التوعية بالأمراض المتفشية حاليا.
* جهود وزارة الصحة بالولاية بشهادة أهل الولاية مقدرة بخصوص مراجعة المرافق الصحية، ومعرفة أوجه القصور والضعف لتلافيها، وتحديد الاحتياجات الضرورية.
* بدليل أن الوزارة قادت العديد من الحملات التي كان لها بالغ الأثر في محاصرة العديد من الأوبئة، وزرع الثقة بنفوس المواطنين ليتعاطوا مع الحملات بالصورة المطلوبة.
* لدرجة أن عديد المبادرات التي طرحت مؤخرا وجدت أذن صاغية من قبل الجهات المختصة، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية العاملة بالولاية، وأسهمت كذلك وسائل الإعلام المحلية بقدر كبير في التبشير ببرامج الوزارة، وعزز كل ذلك من استجابة الفئات المستهدفة لما رسم من الخطط.
* لكن لابد من الطرق متى ما سنحت الفرصة لقضايا الصحة، والمخاطر المهددة لسلامة وعافية المواطن، ولضمان استدامة السلامة لابد أن نساهم جميعا في تعزيز برامج استدامة السلامة الصحية، مع العلم بأننا جميعا شركاء في الهم العام.