حين يغرد السياسي كالعصافير ..مبارك الفاضل وأشياء أخرى
حاجب الدهشة
علم الدين عمر
..ومن مفارقات المشهد السوداني أن السياسيين يبدون أكثر تعجلاً وأقصر نفساً من كل قطاعات الشعب الأخري ..إذ تتبدل مواقفهم وفقاً لمواقعهم المتجددة في اليوم والليلة علي عكس طبيعة العمل السياسي الذي يتمحور دائماً في برامج وخطط تكتيكية وإستراتيجية واضحة بجداول زمنية محددة تجعل من المقولة المايوية الشهيرة نراجع ولا نتراجع مساحة مناورة منطقية للناس والأحداث..حتي أطل علينا زمان السياسي (أبوالسريع) الذي لا تجد له موقفاً يتسق مع أي برنامج ولا يقدم أي مساهمة سياسية في البرنامج الوطني العام ..كنت حتي وقت قريب أعتقد أن السيد مبارك الفاضل يتمتع بقدر معقول من الحساسية تجاه المشهد السوداني حيث ظل يدعو لموقف وسطي من منصة الدعم الكامل للقوات المسلحة ومؤسسات الدولة القائمة حتي أدخل نفسه والتيار ( المحدود) الذي يمثله في معركة في غاية السذاجة مع حركات الكفاح المسلح في توقيت بالغ التعقيد والحساسية ..إذ سجلت هذه الحركات شبه النظامية موقفاً متقدماً إلي جانب الجيش والشعب السوداني تجاوزت عبره الأطر السياسية التي كبلت الرجل وأعاقته عن التقدم بعد أن تجاوز لفة البداية الصعبة ..المرهقة ..قبل أن يطيح به التخبط ويسقطه أرضاً..وقفت الحركات موقف تاريخي وتحملت فاتورتها السياسية باهظة الثمن بينما عجز الفاضل وحزبه عن المساهمة بأي مجهود سياسي في معركة الكرامة..تحركت الحركات في كل المساحات المتاحة وأستخدمت كل علاقاتها الخارجية والداخلية للضغط علي الدوائر المعنية بحرب السودان بينما أكتفت أحزاب اللابرنامج ولا إرادة ولا جماهير بالفرجة والتغريد (مثل العصافير) علي منصات التواصل الإجتماعي ..سخرت الحركات كل جهودها المجتمعية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية للإنصياع لإرادة الشعب السوداني في دعم القوات المسلحة لإنهاء التمرد عقب حياد (سياسي) مبرر حينها ريثما تأكدت من حجم ومنبع ومآلات المؤامرة ..لا بأس أن يدعو مبارك أو غيره (بمنطق) للإستجابة لكل دعوات الحوار والتفاوض لإنهاء الحرب في السودان ولكن من غير المنطقي أن يتخذ من هجومه علي أجسام مسلحة تمارس السياسة أفضل منه وتقاتل إلي جانب الجيش منصة لدعوته إلا إن كان يري في موقفها هذا مهدداً لموقفه التكتيكي لصالح جهة ما لا تريد إصطفاف السودانيين خلف قضيتهم وجيشهم ..
غريب موقف مبارك في طريقة تعبيره وتوقيته وإصراره ..
نعود